أيتها النساء تعلمن من أسماء

أيتها النساء تعلمن من أسماء


أيتها النساء تعلمن من أسماء




أيتها النساء تعلمن من أسماء





كثير من الخلافـات الزوجيـة ينـشـأ عن عـدم القـناعة ، القـناعـة بـما قسـم الله





فتـرى الزوجـة تطـالـب زوجـها بمـا لا يطـيـق ، تـذكره بما يحـضره زوج أخـتـها



لأخـتها ، أو بما يحـضره أخـوه لـزوجـته ، أوبما يـحضـره لجـارتها زوج جـارتها



وهكذا..





ومن الـخلافـات أيضاً ما يـنشأ بسـبب إخـفاء الـزوجة كـثيـراًـمن الأمـور عـن زوجـهـا ، ثم يـعـلم الزوج بهـا مـن طـرف ثالث ، فيضـيق بكـتمـان زوجته الأمر



عنه وعـدم إخـبـاره به .





ومنها أيـضاً مـا يـنشأ عـن عـدم مـراعاة الـزوجـة غـيرة زوجـها ، فتهمل في



عـدم اخـتـلاطـها بأقـاربها مثـلا، أو خـروجـها من الــبيـت دون إذنـه ، وهـكـذا. .





تعالي اخـتـنا المـسلـمة ، نـتعلـم درسـاً في حسـن طـاعـة الـزوج ومراعـاتـه



مـن الصحـابـيـة أسـماء بـنتـ أبـي بـكـر الـصـديـق (رضي الله عنهما) .





أخرج ابن سـعد عن أسـماء (رضي الله عنها) . قالت : تـزوجـني الـزبـيـر(رضي الله عنه) .





وماله في الأرض مـال ، ولا مـمـلـوك ولا شيء غيـر فـرسـه . . فـكـنـت أعـلـف



فـرسه ، وأكـفيه مـؤنته ، وأسـوسه ، أدق الـنوى لنـاضـحه- أي بعيره – وأعلفه ،



وأسقـيه الماء وأخـرز غـربـه- دلـوه – وأعـجن ، ولم أكن أحسـن أخبز فكان يخبز



جارات لـي مـن الأنصـار ، . وكن نسـوة صـدق .





ثم تقـول وكـنت أنقـل النـوى من أرض الزبــيـر التي أقــطـعه رسـول الله



(صلى الله عليه وسلم)-أي أعطـاها له-وهي عـلى ثـلثـي فرســخ ، فـجئت يوما والنوى



على رأسي ،فلقيت رسول الله ومعه نفر من أصـحابه فدعاني ثم قال "للجمل



حتى يبرك": إخ إخ ..ليحملني خلفه ،فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت



الزبير وغيرته ، وكان مـن أغــير الـناس ، فـعــرف رسـول الله (صلى الله عليه وسلم)



أني قد استحـييت فمضى فجـئـت الزبير فقلت :لقـيني رسول الله (صلى الله عليه وسلم)



وعلى رأسي الـنوى ومـعه نـفر مـن أصحـابه ،فأنـاخ لأركـب معه ،فاستحييت



وعرفت غيرتـك فقال : والله لحملك النوى أشد عليّ من ركوبك معه ..





أيتها المسلمة:



لعـلك لاحـظـت صـفـات الزوجة القـانعة ،و الراضـية ، والعـاملة



على رعايـة زوجـها ، وتقديـر غيـرتـه ، في شخصية أسماء(رضي الله عنها)





فها هـي (رضي الله عنها) تـزوجـت الـزبـيـر بـن الـعـوام (رضي الله عنه) ولـيــس



عـنـده مــال ، ولا خــادم يـخـدمـه ، ولا شـيء غـير فرسـه ، فلا تـشـتـكـي



أسـماء وهي بـنت الـصديـق أبـي بـكر (رضي الله عنه) لا بـل إنـهـا كـانـت تقوم



بإطعام فرسـه ، وتـعنـيـه عـن مـؤنـتـه وسيـاسـتـه . وكـذلك كانت تفعل مع



بـعـيـره وهـي إلى هتـذا كـله تـعـجـن ، وتـنقـل الـنوى على رأستها مسـافـة



غـيـر قـصـيرة .







أرأيـت إلـى رضى أسماء وقناعتها .أ رأيـت إلى صبرها



علىخدمة زوجها ،وإلى احتمالها هذا الجهد تبذله كل يوم !



ألا يدفعك هذا إلى الرضا والقناعة . . وأنت التي تعيشين اليوم



في بيت فيه كل متطلبات الراحة ، غسالة كهربائية تغسل وتنشف



ومكنسة كهربائية تغنيك عن بذل الجهد في تنظيف بيتك ،وهكذا . .



كم أنك لاتعجنين ولا تخبزين فالمخابز تقدم لك الخبز ، ولا تعتني



بفرس زوجك الذي يملك سيارة تنقلك إلى حيث تشائين .





ثم تأملي -أختي المسلمة- كيف راعت أسماء(رضي الله عنها)



غيرة زوجها ،فلم تركب خلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)



حتى لا تكون قريباً من الرجال الذين كانوا معه . ومنعها



من هذا أمران :حياؤها . . وذكرها غيرة زوجها .





وانظري –بعد هذا- إلى عدم كتمانها ماجرى معها عن



زوجها الزبير(رضي الله عنه)فأبلغته به فور عودتها إلى بيتها ،



ولم تؤجله أو تخفيه .





وإذا كان الأخوة من الرجال يقرؤن معنا هذه السطور ،



فإننا ندعوهم لتأمل ملمحين من ملامح شفقة المسلمين



بالنساء فيما حكته لنا أسماء (رضي الله عنها)

الملمح الأول:



شفقتة الرسول (صلى الله عليه وسلم) على أسماء(رضي الله عنها)حين شاهدها



تحمل النوى فوق رأسها وهي تقطع تلك المسافة الطويلة فدعاها



للركوب ليخفف عنها عبء ما تحمله فوق رأسها . . وعبء المسافة



الطويلة التي تقطعها على قدميها .



الملمح الثاني:





شفقة الزبير بن العوام على زوجته(رضي الله عنها) أسماء حين أخبرته



بدعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) للركوب رحمة بها وكيف أنها لم تركب



مراعاة لغيرة زوجها . . فقد كان رده(رضي الله عنه) بأنه كان يفضل ركوبها



على حملها النوى ، على الرغم من غيرته ، وفي هذا دلا لة على إشفاقه



العظيم بزوجته .







فيا أيها الرجال . .



تعلموا الشفقة بالنساء من مئات المواقف للرسول (صلى الله عليه وسلم) وصحابته



الكرام رضوان الله عليهم .



ويا أيتها النساء .



تعلمن من أسماء . . ومن الصحابيات الكريمات رضوان الله عليهن . .



طاعـتـهـن لأزواجـهـن . . وقـناعتـهـن بمـا قسـم الله سبحانه لهـن .



ما أسعد بيوتنا. . وما أقل مشكلا تها . . لو كانت فيها



شفقة الرجال بالنساء . . وطاعة النساء للرجال

Sharing Widget bychamelcool